معلم من معالم بغداد
عشنا وعاش
أهل بغداد
سيرا عليه
ذهابا و إيابا
راكبين أو راجلين
كان معلما فريدا
يقصده السباحون
ليلقون بأنفسهم من على دعاماته
ليحصلوا على وسام شجاعه
لأنه أعلى جسور بغداد
و أجملها على نهر دجله
حديدي في تكوينه و بناءه
ومن اسمائه
جسر القطار
والجسر الحديدي
لانه الجسر الوحيد الذي يحمل
سكة حديدية وممرين للسيارات
وكنا نصطف على جنباته
لنشاهد كيف تقوم القوات الخاصه
بإلقاء جنودها من الجسر
وكمُُّ منهم كان
يتشبث عّله لا يُلقىخوفا من إرتفاعه
وأعتدنا عبوره ومروره
لسنوات طويله...طويله
وكانت الجراديغ صيفا تقام *
على جزرات ضفاف دجلة
وعلى جوانب
جسر الصرافيه
***
وآلمنا كثيرا و أزعجنا
أزالة قسم من بناءه الحديدي
في بداية التسعيينات
لبناء جسور من حديده
وكتب حوله في وسائل الإعلام
المقروءة والمسموعه
ولكن لا حياة لمن تنادي
وألغيت سكة الحديد
ودعامات الجسر
على الشارعين الرئيسيين
بعد ان كانت فلكا ( دوارا )
للقادمين والغادين
***
فكيف كان إذا وقع الأنفجار !!!
كارثة حقيقيه لمحبيه ورواده
ولتراث بغداد وأهلها
هل فجروه أم نسفوه !!!
وأتسأل ... ؟؟؟
هل هو إمتداد
لطمس معالم العراق
بعد ان تم نهب وسلب
تاريخ وأمجاد العراق
بل العالم أجمع
من متاحفه وقاعاته
من أول يوم
لدخول هذا المحتل الخبيث
وحرق تأريخ العراق
المكتوب في وزاراته
وحرق ونهب لمكتباته
ومخطوطاته وفنونه
لا أراها إلا أهدافا
مدروسة من قبل محتل لئيم
نفذتها مرتزقته والموساد
لتفتيت العراق وطنا ومواطنين
ولتدمير ما تبقى
مدفوعة الثمن
فهل اضحت معالم بغداد " دية "*
يدفعها العراقيون للاحتلال
على قتل جنده ومرتزقته
حيث بدأت معالم بغداد تتهاوى
بتفجير شارع المتنبي الشهير
المنهل الثقافي لبغداد
قبل ذلك بقليل من تفجير
جسر الصرافيه
وفي نفس الوقت تفجير
في مجلس النواب
لتغطية الصدمه على العراقيين
وأعلن بوش الصغير
ان المنطقه الخضراء غير آمنه
بعد تحصينها لأربع من السنيين
لماذا لم تذكر ذلك امنا الغوله *
عندما انهال انفجار على
رأس بان كي مون والمالكي
قبله باسبوعين او يزيد
فلماذا لم تذكر أمريكا
ان الأمن في العراق
برمته هراء
وان مايجري في العراق
من قتل جماعي وتفجيرات
وهجرة أهله وغربتهم
في البلدان...
هو هدف المحتل وأذنابه
في السلطه
لتفتيت هذا البلد
بحضارته وتاريخه وامجاده
***
وتأريخ أنفجار جسور بغداد
كان هدف بوش الهرم
في حرب الخليج
لتقطيع أوصال بغداد الحبيبه
فهل كانت الجسور صواريخ
أو أسلحة دمار شامل
أن جسور بغداد معلم مميز
من نسيج المدينة وسمتها
رصافة ... وكرخ
وأعظمية... وكاظميه
تلتقي وترتبط بشراينها
لتمدها بالحياة والحركه
***
والجسور معالم تحدثك عن مدن
فها هي لندن معروفة
بجسر لندن الشهير
وسدني بجسرها الحديدي
وسان فرانسيسكووجسرها المعلق
وإسطنبول وجسورها المعلقه
فهل ان هناك في الافق القريب
تصفية لمعالم بغداد
قبل هزيمة المحتل
وإنكفائه من العراق
والحكومة المههلة
تختم وتبارك كل تصرفاته
وتطلب بقاء الاحتلال
***
جسر الصرافيه
يحمل في ذاكرتنا حكايات
حيث كنا نركب قطاره من
محطة كركوك للتحميل
مقابل كلية التربيه سابقا
متجهين الى كركوك
عند انتهاء الامتحانات النهائيه
بسفرات جماعيه
ويطلق صفارته إيذانا بالمسير
متثاقلا يجر نفسه
بصوته الرخيم
جيك جيك...جيك جيك
ثم تتوالى عندما يسرع
ولا اخاله يتعدى العشرين
ومن على
جسر الصرافيه
كنا نرقب الاعظمية والكاظمية وبساتينها
والكرخ ومآذنها
ويتوقف في محطات على الطريق
ولا نصل كركوك إلا بعد أن أعيانا المسير
***
كما كان يحدثنا
"إبراهيم عرب" *
صاحب المقهى المشهور باسمه
واكبر كذاب زمانه
حكاياته التي لا يمكن تصديقها
لكننا كنا نراها ترفيها نتناقله
حيث كان يَعدُ المقهى
للدارسين من الجامعات
ويسهر على راحتهم
كما هي عليه مقهى البيروتي في الكرخ
وكان داره قريبا من سكة حديد
جسر الصرافيه
يقول كان أولاد المحله يلعبون
على سكة القطار
وإذا بأحدهم يستغيث
لان السكه امسكت برجله
وكان القطار قادما
فما كان من محمد إلا ان لبي النداء
فأمسك بالقطار ودفعه
فكانت دفعه أرجعته
من بغداد فصاح في كركوك بالوصول
وهذا غيض من فيض لحكاياته
لكنا كنا نتناقلها ونستأنس بها
ولعل لكل زمان حكاياته.
منذر البكر
13\ 4 \2007
* الجرداغ : مساحه من الارض على شواطىء دجله تسيج بالصرائف وقد توجد بها غرفه او غرفتين من
الصرائف ايضا لتعليق الملابس فيها حيث يسهل نصبها وفكها عند انتهاء فصل الصيف.
* ديه : ما يدفع من المبالغ للقتيل.
* امنا الغوله : كوندليزا رايس كما يسميها حمدي قنديل في برنامجه المميز "قلم رصاص "
* ابراهيم عرب: ظاهرة فريده في بغداد لم تتكرر كان يتكلم عن كذب لايصدق ويقول في بعضها كانت
هناك عركه في منطقتنا فاستعانوا بي فسحبت السكينه (ام الياي) ورميتها واذا بها تقتل سبعه وتصل الى
الكرخ وعرفها اهل الكرخ فأعادوها لي . ومن حكاياته كان هناك فريق قادم الى ساحة الكشافه مع المنتخب العراقي فطلب جمولي قلب دفاع العراق النجده من ابراهيم عرب فما كان منه الا ان دخل الملعب وضرب الكره فاخرجت الكولجي وشباك الهدف خارج الساحه والناس تقول هاي سواية ابو خليل.
وكان يزعل عندما نضحك أو نستهزأ بحكاياته وينصرف ويبدا التوسل به لاستئناف أحاديثه التي لايمكن تصديقها ولكنه كان واثقا بحكاياته و بكلامه.